فصل: باب غزوة أحد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب غزوة أحد

  باب فيما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام مما يتعلق بأحد

10057-عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقراً تنحر،فأولت أن الدرع الحصينة المدينة وأن البقر نفر والله خير‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقال أصحابه‏:‏ ‏"‏لو أنا أقمنا بالمدينة فإن دخلوا علينا فيها قاتلناهم‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ والله يا رسول الله ما دخل علينا فيها

في الجاهلية فكيف يدخل علينا فيها في الإسلام فقال‏:‏ ‏"‏شأنكم إذاً‏"‏‏.‏ فلبس لأمته قال‏:‏ فقالت الأنصار‏:‏ رددنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه فجاؤوا فقالوا‏:‏ يا نبي الله شأنك إذاً،فقال‏:‏ ‏"‏إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10058-وعن ابن عباس قال‏:‏ لما نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبو سفيان وأصحابه قال لأصحابه‏:‏

‏"‏إني رأيت في المنام سيفي ذا الفقار انكسر وهي مصيبة،ورأيت بقراً تذبح وهي مصيبة،ورأيت علي درعي وهي مدينتكم لا يصلون إليها إن شاء الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك‏.‏

قلت‏:‏ وله طريق في التعبير رواها البزار أبين من هذه‏.‏

10059-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏رأيت كأني مردف كبشاً وكأن ظبة سيفي انكسرت فأولت أني أقتل كبش القوم وأولت ظبة سيفي قتل رجل من عترتي‏"‏‏.‏ فقُتل حمزة وقَتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة وكان صاحب اللواء‏.‏

رواه الطبراني واللفظ لهن والبزار وأحمد ولم يكلمه وفيه علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وقد جاء من غير طريقه كما تراه،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب فيمن استصغر يوم أحد

10060-عن رافع بن خديج أنه خرج يوم أحد فأراد النبي صلى الله عليه وسلم رده

واستصغره فقال له عمي‏:‏ يا رسول الله إنه رام فأخرجه فأصابه سهم في صدره أو نحره فأتى عمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن ابن أخي أصيب بسهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن تدعه فيه فيموت مات شهيداً‏"‏‏.‏

قال عبد الله بن حسين‏:‏ وحدثتني امرأته أنها كانت تراه يغتسل فيتحرك في صدره‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏ وله طريق أتم من هذه في مناقبه‏.‏

10061-وعن أسيد بن ظهير قال‏:‏ استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج يوم أحد فقال له عمه أسيد بن ظهير‏:‏ يا رسول الله رجل رام فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابه سهم في لبته فجاء به عمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن ابن أخي أصابه سهم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن أحببت أن تخرجه أخرجناه وإن أحببت أن تدعه فإنه إن مات وهو فيه مات شهيداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

10062-وعن زيد بن جارية قال‏:‏ استصغر النبي صلى الله عليه وسلم ناساً يوم أحد منهم زيد بن جارية - يعني نفسه - والبراء بن عازب وسعد بن خيثمة وأبو سعيد الخدري وعبد الله ابن عمر وجابر بن عبد الله‏.‏

رواه الطبراني وفيه عثمان بن يعقوب العثماني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏.‏

10063-وعن زيد بن جارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناساً يوم أُحد منهم زيد بن أرقم‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

10064-وعن البراء قال‏:‏ عرضت أنا وابن عمر يوم بدر على النبي صلى الله عليه وسلم فاستصغرنا وشهدنا أحداً‏.‏ قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا قوله‏:‏ وشهدنا أحداً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب منه في وقعة أحد

10065-عن رجل من بني تيم - يقال له‏:‏ معاذ - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10066-وعن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10067-وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين‏.‏

رواه البزار وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو ضعيف‏.‏

10068-وعن أيوب بن النعمان عن أبيه عن جده قال‏:‏ رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين‏.‏

رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف‏.‏

10069-وعن الزبير بن العوام قال‏:‏ عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً يوم أحد فقال‏:‏ ‏"‏من يأخذ هذا السيف بحقه‏؟‏‏"‏‏.‏ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال‏:‏ يا رسول الله أنا آخذه بحقه فما حقه‏؟‏ قال‏:‏ فأعطاه إياه فخرج واتبعته فجعل لا يمر بشيء إلا أفراه وهتكه حتى أتى نسوة في سفح الجبل ومعهن هند وهي تقول‏.‏

نحن بنات طـارق * نمشي على النمارق

والمسك في المفارق * إن تقبلـوا نـعانق

أو تـدبروا نفارق * فراقَ غيـرِ وامق

قال‏:‏ فحمل عليها فنادت بالصحراء فلم يجبها أحد فانصرفت عنها فقلت له‏:‏ كل صنيعك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة قال‏:‏ فإنها نادت فلم يجبها أحد فكرهت أن أضرب بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة لا ناصر لها‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

10070-وعن قتادة بن النعمان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد‏:‏

‏"‏من يأخذ هذا السيف بحقه‏؟‏‏"‏‏.‏ فقام علي فقال‏:‏ أنا يا رسول الله،فقال‏:‏ ‏"‏اقعد‏"‏‏.‏ ثم قال الثانية‏:‏ ‏"‏من يأخذ هذا السيف بحقه‏؟‏‏"‏‏.‏ فقام أبو دجانة فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه سيفه ذا الفقار فقام أبو دجانة ورفع على عينيه عصابة حمراء

ترفع حاجبيه عن عينيه من الكبر ثم مشى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

10071-وعن خالد بن سليمان بن عبد الله بن خالد بن سماك بن خرشة عن أبيه عن جده أن أبا دجانة يوم أحد أعلم بعصابة حمراء فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مختال في مشيته بين الصفين فقال‏:‏

‏"‏إنها مشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

10072-وعن عبد الله بن مسعود أن النساء يوم أحد كن خلف المسلمين يجهزن على قتلى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر‏:‏ إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله‏:‏ ‏{‏منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم‏}‏ فلما خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمر به،أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة - سبعة من الأنصار ورجلان من قريش - وهو عاشرهم فلما رهقوه قال‏:‏ ‏"‏رحم الله رجلاً ردهم عنا‏"‏‏.‏ فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضاً قال‏:‏ ‏"‏يرحم الله رجلاً ردهم عنا‏"‏‏.‏ فلم يزل يقول ذا حتى قُتل السبعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه‏:‏ ‏"‏ما أنصفنا أصحابنا‏"‏‏.‏ فجاء أبو سفيان فقال‏:‏ اعل هبل‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قولوا الله أعلى وأجل‏"‏‏.‏ ‏[‏فقالوا‏:‏ الله أعلى وأجلّ‏]‏ فقال أبو سفيان‏:‏ لنا عزى ولا عزى لكم،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏‏[‏قولوا‏]‏‏:‏ الله مولانا والكافرين لا مولى لهم‏"‏‏.‏

ثم قال أبو سفيان‏:‏ يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون‏"‏‏.‏ قال أبو سفيان‏:‏ قد كانت في القوم مثله فإن كانت لعن غير ملأ منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال‏:‏ فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أكلت منها شيئاً‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما كان الله ليدخل شيئاً من حمزة النار‏"‏‏.‏ فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ‏[‏ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة‏]‏ حتى صلى عليه ‏[‏يومئذ‏]‏ سبعين صلاة‏.‏

رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط‏.‏

10073-وعن ابن عباس قال‏:‏ ما نصر الله عز وجل في موطن كما نصر في يوم أحد،قال‏:‏ فأنكرنا ذلك فقال ابن عباس‏:‏ بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله عز وجل إن الله عز وجل يقول في يوم أحد‏:‏ ‏{‏ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه‏}‏ ‏[‏يقول ابن عباس‏]‏‏:‏ والحس‏:‏ القتل ‏{‏حتى إذا فشلتم‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين‏}‏ وإنما عني بهذا الرماة،وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في

موضع ثم قال‏:‏ ‏"‏احموا ظهورنا فإن رأيتمونا قتلنا مقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا‏"‏‏.‏ فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعاً ‏[‏فدخلوا‏]‏ في العسكر ينهبون وقد التفت صفوف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهم هكذا - وشبك ‏[‏بين‏]‏ أصابع يديه - وانتشوا فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الجبل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بعضهم بعضاً والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير،وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة - أو تسعة - ورجال المسلمين حوله ولم يبلغوا حيث يقول الناس‏:‏ الغار إنما كان تحت المهراس وصاح الشيطان‏:‏ قتل محمد‏.‏ فلم يشك ‏[‏فيه‏]‏ أنه حق فما زلنا كذلك ما نشك أنه ‏[‏قد‏]‏ قتل حتى إذا طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السعدين نعرفه بتكفئه إذا مشى قال‏:‏ وفرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا قال‏:‏ فرقي نحونا وهو يقول‏:‏ ‏"‏اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ‏"‏‏.‏ ويقول مرة أخرى‏:‏ ‏"‏اللهم ‏[‏إنه‏]‏ ليس لهم أن يعلونا‏"‏‏.‏ حتى انتهى إلينا فمكث ساعة فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل‏:‏ اعل هبل مرتين يعني آلهته أين ابن أبي كبشة‏؟‏ أين ابن أبي قحافة‏؟‏ أين ابن الخطاب‏؟‏ فقال عمر‏:‏ يا رسول الله أفلا أجيبه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بلى‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فلما قال‏:‏ اعل هبل قال عمر‏:‏ الله أعلى ‏[‏وأجلّ‏]‏ قال‏:‏ فقال أبو سفيان‏:‏ يا ابن الخطاب انه قد أنعمت عينها أو فعال عنها فقال‏:‏ أين ابن أبي كبشة‏؟‏ أين ابن أبي قحافة‏؟‏ أين ابن

الخطاب فقال عمر‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر وها أنا ذا عمر فقال أبو سفيان‏:‏ يوم بيوم بدر الأيام دول ‏[‏وإن‏]‏ الحرب سجال‏.‏ قال‏:‏ فقال عمر‏:‏ لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار،قال أبو سفيان‏:‏ إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذاً وخسرنا‏.‏ ثم قال أبو سفيان‏:‏ أما إنكم ستجدون في قتلاكم مثلاً ولم يكن ذلك عن ‏[‏رأي‏]‏ سراتنا قال‏:‏ ثم أدركته حمية الجاهلية قال‏:‏ فقال‏:‏ أما إنه ‏[‏قد‏]‏ كان ذلك فلم نكرهه‏.‏

رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وقد وثق على ضعفه‏.‏

10074-وعن المسور بن مخرمة قال‏:‏ قلت لعبد الرحمن بن عوف‏:‏ أي خال أخبرني عن قصتكم يوم بدر‏؟‏ قال‏:‏ اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا‏:‏ ‏{‏وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا‏}‏‏.‏ قال‏:‏ هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله‏:‏ ‏{‏ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون‏}‏ قال‏:‏ فهو يتمنى لقاء المؤمنين إلى قوله‏:‏ ‏{‏إذ تحسونهم بإذنه‏}‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

10075-وعن علي قال‏:‏ لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ والله ما كان ليفر ولا أراه في القتلى ولكن أرى الله غضب

علينا بما صنعنا فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم فما لي خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10076-وعن عائشة قالت‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ لما انصرف الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إلى رجل يقاتل بين يديه فقلت‏:‏ كن طلحة فلما نظرت فإذا أنا بإنسان خلفي كأنه طائر فلم أشعر أن أدركني فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا طلحة بين يديه صريعاً قال‏:‏ ‏"‏دونكم أخوكم فقد أوجب‏"‏‏.‏ فتركناه وأقبلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قد أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه سهمان فأردت أن أنزعهما فما زال أبو عبيدة يسألني ويطلب إلي حتى تركته ينزع أحد السهمين وأزم ‏(‏عض‏)‏ عليه بأسنانه فقلعه وابتدرت إحدى ثنيتيه ثم لم يزل يسألني ويطلب إلي أن أدعه ينزع الآخر فوضع ثنيته على السهم وأزم عليه كراهية أن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تحول فنزعه وابتدرت ثنيته أو إحدى ثنيتيه قال‏:‏ فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا‏.‏

رواه البزار وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك‏.‏

10077-وعن كعب بن مالك قال‏:‏ لما كان يوم أحد وصرنا إلى الشعب كنت أول من عرفته فقلت‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلي بيده أن اسكت ثم ألبسني لأمته ولبس لأمتي فلقد

ضربت حتى جرحت عشرين جراحة - أو قال‏:‏ بضعة وعشرين جرحاً - كل من يضربني يحسبني رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجال الأوسط ثقات‏.‏

10078-وعن سعد قال‏:‏ لما جال الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الجولة يوم أحد قلت‏:‏ أدوم فإما أن أستشهد وإما أن أنجو حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا كذلك إذا أنا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون يجيئون نحوه إذ قلت‏:‏ قد ركبوه فملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فمضوا على أعقابهم القهقرى حتى حاروا وصاروا بإزاء الجبل ففعل ذلك مراراً وما أدري من هو وبيني وبينه المقداد فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال لي المقداد‏:‏ يا سعد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقلت‏:‏ وأين هو‏؟‏ فأشار لي المقداد إليه فقمت ولكأنما لم يصبني شيء من الأذى فقال‏:‏ ‏"‏أين كنت منذ اليوم يا سعد‏؟‏‏"‏‏.‏ وأجلسني أمامه فجلست أرمي وأقول‏:‏ اللهم سهماً أرمي به عدوك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏اللهم استجب لسعد اللهم سدد رميته إيهاً سعد فداك أبي وأمي‏"‏‏.‏ فما من سهم أرمي به إلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم سدد رميته وأجب دعوته إيهاً سعد‏"‏‏.‏ حتى إذا فرغت من كنانتي نثر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانته فناولني سهماً ليس فيه ريش فكان أشد من غيره‏.‏

قال الزهري‏:‏ إن الأسهم التي رمى بها سعد يومئذ ألف سهم‏.‏

رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو متروك‏.‏

10079-وعن قتادة بن النعمان قال‏:‏ أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت سنتها ولم أزل على مقامي نصب وجه

رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت رأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمي أرميه فكان آخرها سهماً بدرت منها حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفي دمعت عيناه فقال‏:‏ ‏"‏اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظراً‏"‏‏.‏ فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

10080-وعن قتادة بن النعمان قال‏:‏ كنت نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهي وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقياً لظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره حتى امتلأ ظهره سهاماً وكان ذلك يوم أحد‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

10081-وعن ابن عباس قال‏:‏ ما لقي مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم‏:‏ عبد الله بن مسعود قلت ‏[‏لأبي‏]‏‏:‏ فأين كان علي‏؟‏ قال‏:‏ بيده لواء المهاجرين‏.‏

رواه البزار والطبراني وفيه يحي بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

10082-وعن محمود بن لبيد قال‏:‏ قال الحارث بن الصمة‏:‏ سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏يوم أحد‏]‏ وهو في الشعب‏:‏ ‏"‏هل رأيت عبد الرحمن بن عوف‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم يا رسول الله رأيته على جر الجبل وعليه

عسكر من المشركين فهويت فرأيتك فعدلت إليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما إن الملائكة تقاتل معه‏"‏‏.‏ قال الحارث‏:‏ فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين نفر سبعة صرعى فقلت له‏:‏ ظفرت يمينك أكل هؤلاء قتلت‏؟‏ قال‏:‏ أما هذا لأرطاة بن شرحبيل وهذا فأنا قتلتهما وأما هؤلاء فقتلتهم من لم أره قلت‏:‏ صدق الله ورسوله‏.‏

رواه الطبراني والبزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف‏.‏

10083-وعن أبي سعيد أنه قال‏:‏ أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فاستقبله مالك بن سنان فمص جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

10084-وعن الزبير بن العوام قال‏:‏ رأيت هند ابنة عتبة كاشفة عن ساقها يوم أحد فكأني أنظر إلى جذم في ساقها وهي تحرض الناس‏.‏

رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف‏.‏

10085-وعن أبي رافع قال‏:‏ لما قتل علي أصحاب الألوية قال جبريل عليه السلام‏:‏ يا رسول الله إن هذه لهي المواساة‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنه مني وأنا منه‏"‏ قال جبريل‏:‏ وأنا منكما يا رسول الله‏.‏

رواه الطبراني وفيه حبان بن علي وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعيف عند الجمهور ووثقه ابن حبان‏.‏

10086-وعن صفية بنت عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى أحد جعل نساءه في أطم يقال له‏:‏ فارع‏.‏ وجعل معهن حسان بن ثابت وكان حسان يطلع على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا شد على المشركين اشتد معه في الحصن وإذا رجع رجع وراءه قالت‏:‏ فجاء أناس من اليهود فترقى أحدهم في الحصن حتى أطل علينا فقلت لحسان‏:‏ قم إليه فاقتله فقال‏:‏ ما ذاك في ولو كان في لكنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت صفية رأسه حتى قطعته قالت‏:‏ يا حسان قم إلى رأسه فارم به إليهم وهم من أسفل الحصن فقال‏:‏ والله ما ذاك في‏.‏ قالت‏:‏ فأخذت برأسه فرميت به عليهم فقالوا‏:‏ قد والله علمنا أن محمداً لم يكن يترك أهله خلوفاً ليس معهم أحد وتفرقوا فذهبوا قالت‏:‏ ومر قبل سعد بن معاذ وبه أثر صفرة كأنه كان معرساً قبل ذلك وهو يقول‏:‏

مهلاً قليلاً تدرك الهيجا جمل * لا بأس بالموت إذا حان الأجل

رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها ولم أعرفهما،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10087-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ لما كان يوم أحد خاض أهل المدينة خيضة وقالوا‏:‏ قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم استقبلت به أولاً فلما مرت على أحدهم

قالت‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ أبوك أخوك زوجك ابنك‏.‏ تقول‏:‏ ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ يقولون‏:‏ أمامك حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت‏:‏ بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن شعيب ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10088-وعن الزبير قال‏:‏ اجتمعت على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة يوم أحد فلم يبق أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - يعني بالمدينة - حتى كثرت القتلى فصرخ صارخ‏:‏ قد قتل محمد فبكين نسوة فقالت امرأة‏:‏ لا تعجلن بالبكاء حتى أنظر فخرجت تمشي ليس لها هم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤال عنه‏.‏

رواه البزار وفيه عمر بن صفوان وهو مجهول‏.‏

10089-وعن عقبة مولى جبر بن عتيك قال‏:‏ شهدت أحداً مع موالي فضربت رجلاً من المشركين فلما قتلته قلت‏:‏ خذها مني وأنا الرجل الفارسي فلما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ألا قلت خذها وأنا الغلام الأنصاري‏؟‏ فإن مولى القوم من أنفسهم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

10090-وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فكسرت

رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم علي وأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير‏}‏ بأخذكم الفداء‏.‏

رواه الطبراني في آخر حديث عمر الذي في الصحيح في مسنده الكبير‏.‏

10091-وعن سهل بن سعد أنه قال‏:‏ يا رسول الله يوم أحد ما رأينا مثل ما أتى فلان أتاه رجل لقد فر الناس وما فر وما ترك للمشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه قال‏:‏ ‏"‏ومن هو‏؟‏‏"‏‏.‏ فنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسبه فلم يعرفه ثم وصف له بصفته فلم يعرفه حتى طلع الرجل بعينه فقال‏:‏ ذا يا رسول الله الذي أخبرناك عنه‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏هذا‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ نعم‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏إنه من أهل النار‏"‏‏.‏ فاشتد ذلك على المسلمين قالوا‏:‏ أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار‏؟‏‏!‏ فقال رجل من القوم‏:‏ يا قوم انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه ولأكونن صاحبه من بينكم ثم راح على حدة في العدو فجعل الرجل يشد معه إذا شد ويرجع معه إذا رجع فينظر ما يصير إليه أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالأرض ثم وضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره وخرج الرجل يعدو يقول‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏وذاك ماذا‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله الرجل الذي ذكر لك فقلت‏:‏ ‏"‏إنه من أهل النار‏"‏ فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا‏:‏ أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار‏؟‏ فقلت‏:‏ يا قوم

انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت مثل الذي أصبح عليه ولأكونن صاحبه من بينكم فجعلت أشد معه إذا أشد وأرجع معه إذا رجع أنظر إلى ما يصير أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالأرض ووضع ذبابة بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره فهو ذاك يا رسول الله يضطرب بين أضغاثه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة - فيما يبدو للناس - وإنه من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10092-وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص‏:‏ سلام عليك أما بعد‏:‏ فقد جاءني كتابك بذكر ما جمعت الروم من الجموع وإنا لم ينصرنا الله مع نبيه صلى الله عليه وسلم بكثرة عدد ولا بكثرة جنود فقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فريسات وإن نحن إلا نتعاقب الإبل وكنا يوم أحمد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركبه ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من يخالفنا‏.‏

واعلم - يا عمرو - إن أطوع الناس لله أشدهم بغضاً للمعاصي فأطع الله وأمر أصحابك بطاعته‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الشاذكوني والواقدي وكلاهما ضعيف‏.‏

10093-وعن عبد الرحمن بن عوف في قوله‏:‏ ‏{‏ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً‏}‏ قال‏:‏ ألقى علينا النوم يوم أحد‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف‏.‏

10094-وعن سبرة بن معبد أنه حضر أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه أصابته رمية بحجر في رجله فلم يزل منها ضالعاً حتى مات‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

10095-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ كنا ننقل الماء في جلود الإبل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم شج في وجهه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الحواري وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

10096-وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رماه عبد الله بن قمئة بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر رباعيته وقال‏:‏ خذها وأنا ابن قمئة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه‏:‏ ‏"‏ما لك أقمأك الله‏؟‏‏"‏‏.‏ فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة‏.‏

رواه الطبراني وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف‏.‏

10097-وعن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعملون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10098-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم وهو يدعوهم إلى الله‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

  باب مقتل حمزة رضي عنه

10099- عن الزبير - يعني ابن العوام - انه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى قال‏:‏ فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم فقال‏:‏ ‏"‏المرأة المرأة‏"‏‏.‏ قال الزبير‏:‏ فتوسمت أنها أمي صفية قال‏:‏ فخرجت أسعى إليها قال‏:‏ فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى قال‏:‏ فلدمت ‏(‏ضربت ودفعت‏)‏ في صدري وكانت امرأة جلدة‏.‏ قالت‏:‏ إليك عني لا أرض لك فقلت‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك‏.‏ قال‏:‏ فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت‏:‏ هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما قال‏:‏ فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة قال‏:‏ فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له فقلنا‏:‏ لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب‏.‏ فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

10100-وعن ابن عباس قال‏:‏ لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تسأل ما صنع فلقيت علياً والزبير فقالت‏:‏ يا علي ويا زبير ما فعل حمزة‏؟‏ فأوهماها أنهما لا يدريان قال‏:‏ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏إني أخاف على عقلها‏"‏‏.‏ فوضع يده على صدرها فاسترجعت وبكت ثم قام عليه وقال‏:‏

‏"‏لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير‏"‏‏.‏ ثم أتى بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيوضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة مكانه ثم دعا بتسعة فكبر سبع تكبيرات حتى فرغ منهم‏.‏

رواه البزار والطبراني وقد روى مسلم في مقدمة كتابه وابن ماجة قصة الصلاة عليهم فقط وفي إسناد البزار والطبراني يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف‏.‏

10101-وعن جابر قال‏:‏ لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه‏.‏

10102-وعن جابر قال‏:‏ لما جرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بكى فلما رأى مثاله شهق‏.‏

رواه الطبراني وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك‏.‏

10103-وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من رأى مقتل حمزة‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ أعزك الله أنا رأيت مقتله فانطلق فوقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فقال‏:‏ يا رسول الله قد مثل به‏.‏ فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى وقال‏:‏ ‏"‏أنا شهيد على هؤلاء لفوهم بدمائهم فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآناً واجعلوه في اللحد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10104-وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه أو أوجع لقلبه منه ونظر إليه وقد مثل به فقال‏:‏

‏"‏رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولاً للرحم فعولاً للخيرات والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة

نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كميثلتك‏"‏‏.‏ فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بهذه السورة وقرأ‏:‏ ‏{‏وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏ فكفّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك عن ذلك‏.‏

رواه البزار والطبراني وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف‏.‏

10105-وعن أبي أسيد الساعدي قال‏:‏ أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر‏"‏‏.‏

10090-وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فكسرت

قال‏:‏ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف ‏[‏فيصيبون بها مطعماً ومسكناً ومركباً - أو قال‏:‏مراكب - فيكتبون إلى أهليهم إلينا فإنكم بأرض حجاز جدوبة‏]‏ والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10106-وعن عبد الله بن جعفر قال‏:‏ وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة يوم أحد وهو يدفنه فلف في نمرة فبدت قدماه حين خمروا رأسه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحرمل فجعل على قدميه وقال‏:‏ ‏"‏لولا أن يحزن لذلك النساء لتركنا حمزة بالعراء لعافية الطير والسباع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو متروك‏.‏

10107-وعن ابن عباس قال‏:‏ لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة نظر إلى ما به فقال‏:‏

‏"‏لولا أن يحزن نساؤنا ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير يبعثه الله مما هنالك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وأحزنه ما رأى به فقال‏:‏ ‏"‏لئن ظفرت بهم لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم‏"‏‏.‏ فأنزل الله عز وجل في ذلك‏:‏ ‏{‏وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏يمكرون‏}‏ ثم أمر به فهيئ إلى القبلة ثم كبر عليه تسعاً ثم جمع إليه الشهداء كلما أتى بشهيد وضع إلى جنبه فصلى عليه وعلى الشهداء اثنتين وسبعين صلاة ثم قام على أصحابه حتى واروهم ولما نزل القرآن عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجاوز وترك المثل‏.‏

رواه الطبراني وفيه أحمد بن أيوب بن راشد وهو ضعيف‏.‏

10108-وعن ابن عباس قال‏:‏ قتل حمزة يوم أحد وقتل معه رجل من الأنصار فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة فلم يكن للأنصاري كفن فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الثوبين ثم كفن كل واحد منهما في ثوب‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10109-وعن ابن عمر وأنس بن مالك قال‏:‏

لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع نساء الأنصار يبكين فقال‏:‏ ‏"‏لكن حمزة لا بواكي له‏"‏‏.‏ فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهن يبكين فقال‏:‏ ‏"‏يا ويحهن ما زلن يبكين منذ اليوم فليبكين ولا يبكين على هالك بعد اليوم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

10110-وعن ابن عباس قال‏:‏ لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد بكت نساء الأنصار على شهدائهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لكن حمزة لا بواكي له‏"‏‏.‏ فرجعت الأنصار فقالوا لنسائهم‏:‏ لا تبكين أحداً حتى تبدأن بحمزة‏.‏ قال‏:‏ فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتاً إلا بدأن بحمزة‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن مطيع الشيباني ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10111-وعن وحشي قال‏:‏ لما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد قتل حمزة تفل في وجهي ثلاث تفلات ثم قال‏:‏ ‏"‏لا تريني وجهك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وثقه أبو حاتم وقال‏:‏ يخطئ‏.‏ والنسائي‏.‏

10112-وعن وحشي قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي‏:‏ ‏"‏وحشي‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏قتلت حمزة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده‏.‏ قالت له قريش‏:‏ أتحبه وهو قاتل

حمزة‏؟‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله فاستغفر لي‏.‏ فتفل في الأرض ثلاثة ودفع في صدري ثلاثة وقال‏:‏

‏"‏وحشي اخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏ قلت‏:‏ وله طريق أتم من هذه في مناقب وحشي‏.‏

  باب منه في وقعة أحد

10113-عن ابن عباس قال‏:‏ لما انصرف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قال أبو سفيان‏:‏ لا محمداً قتلتم ولا الكواعب أردفتم شر ما صنعتم‏.‏ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمر الأسد أو بئر بني عنبة فأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح‏}‏ وذلك أن أبا سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة،فأتوه فلم يجدوا به أحداً وتسوفوا فأنزل الله جل ذكره‏:‏ ‏{‏فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء‏}‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة‏.‏

  باب في دعائه صلى الله عليه وسلم بأحد

10114-عن عبيد الله بن عبد الله الزرقي عن أبيه - وقال الفزاري مرة‏:‏ عن ابن رفاعة الزرقي عن أبيه وقال غير الفزاري‏:‏ عن عبيد الله بن رفاعة الزرقي - قال‏:‏

لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏استووا حتى أثني على ربي‏"‏‏.‏ فصاروا خلفه صفوفاً فقال‏:‏ ‏"‏اللهم لك الحمد كله‏.‏ اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مبعد لما قربت‏.‏ اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك‏.‏ اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول‏.‏ اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف‏.‏ اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت منا‏.‏ اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين‏.‏ اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين‏.‏ اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم زجرك وعذابك‏.‏ اللهم قاتل كفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار واقتصر على عبيد بن رفاعة عن أبيه وهو الصحيح‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏اللهم قاتل كفرة أهل الكتاب‏"‏‏.‏ ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

  باب فيمن خسف به من الكفار يوم أحد

10115- عن بريدة أن رجلاً قال يوم أحد‏:‏ اللهم إن كان محمد على الحق فاخسف بي قال‏:‏ فخسف به‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب فيمن أحسن القتال يوم أحد

10116-عن جابر قال‏:‏ دخل علي رضي الله عنه على فاطمة رحمة الله عليها يوم أحمد فقال‏:‏

أفـاطم هاك السـيف غير ذميم * فلسـت برعديد ولا بلئيم

لعمري لقد أبليت في نصر أحمد * ومرضـاة رب بالعباد عليم

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه سهل بن حنيف وابن الصمة‏"‏‏.‏ وذكر آخر فنسبه معلى فقال جبريل عليه السلام‏:‏ يا محمد هذا وأبيك المواساة‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا جبريل إنه مني‏"‏‏.‏ فقال جبريل صلى الله عليه وسلم‏:‏ وأنا منكما‏.‏

رواه البزار وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو ضعيف جداً وقال ابن عدي‏:‏ أرجو أنه لا بأس به‏.‏

10117-وعن سهل بن حنيف قال‏:‏ جاء علي إلى فاطمة رضي الله عنها يوم أحد فقال‏:‏ أمسكي سيفي هذا فقد أحسنت به الضرب اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه عاصم بن ثابت وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أيوب بن أبي أمامة قال الأزدي‏:‏ منكر الحديث‏.‏

10118-وعن ابن عباس قال‏:‏ دخل علي بن أبي طالب على فاطمة يوم أحد فقال‏:‏ خذي هذا السيف غير ذميم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لئن كنت أحسنت القتال لقد أحسنه سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب فيمن استشهد يوم أحد

10119-عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر أصحاب أحد‏:‏

‏"‏أما والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بحض الجبل‏"‏ - يعني سفح الجبل - ‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع‏.‏

10120-وعن ابن عمر قال‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف على أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفس محمد بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك‏.‏

10121-وعن سعيد بن جبير قال‏:‏ أصيب حمزة يوم أحد‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10122-وعن ابن إسحاق في تسمية من استشهد يوم أحد من المسلمين ثم من المهاجرين‏:‏ حمزة بن عبد المطلب‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10123-قلت‏:‏ وقد سمى ابن شهاب جماعة استشهدوا يوم أحد بإسناد واحد تقدم كثير منهم فيمن شهد بدراً وأذكر من بقي ورجاله إلى ابن شهاب رجال الصحيح‏:‏

فمنهم من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج‏:‏ أوس بن الأرقم‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني زريق‏:‏ أنيس بن قتادة‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني النبيت‏:‏ إياس بن أوس‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ ثعلبة بن سعيد بن مالك‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني زريق‏:‏ حنظلة بن أبي عامر وهو الذي غسلته الملائكة‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني النبيت‏:‏ الحارث بن أوس بن رافع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني زريق‏:‏ ذكوان بن عبد قيس‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني سواد‏:‏ رفاعة بن عمرو‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج‏:‏ سعد بن الربيع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج‏:‏ سعد بن سويد‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني سواد‏:‏ سعد بن قيس بن أبي كعب بن القين‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني سلمة‏:‏ عبد الله بن عمرو بن حرام‏.‏

10123-‏(‏كذا الرقم مكرر في الأصل‏)‏ قلت‏:‏ وقد ذكر عروة بن الزبير فيمن استشهد يوم أحد جماعة منهم من تقدم فيمن شهد بدراً وأذكر من بقي منهم‏:‏

من الأنصار ثم من بني النجار‏:‏ أوس بن المنذر‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني معاوية بن عمرو‏:‏ إياس بن أوس‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة‏.‏ وقتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين يوم أحد ثم من بني هاشم‏:‏ حمزة بن عبد المطلب فقتله وحشي بن حرب‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف‏:‏ الحارث بن أوس بن رافع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني زريق‏:‏ ذكوان بن عبد قيس‏.‏ ومن الأنصار‏:‏ رفاعة بن أوس بن زعوراء بن عبد الأشهل‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني معاوية بن عوف‏:‏ ربيعة بن الفضل بن حبيب بن يزيد ين تميم‏.‏ واستشهد يوم أحد من المسلمين من قريش‏:‏ ربيعة بن أكثم حليف بني أسد بن عبد شمس من بني أسد‏.‏ ومن الأنصار‏:‏ سعد بن الربيع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني النبيت‏:‏ سليط بن ثابت بن رقش‏.‏ واستشهد يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني أمية بن عبد شمس‏:‏ عبد الله بن جحش حليف لهم من بني أسد بن خزيمة‏.‏

ويأتي حديث سعد في كيفية قتله في مناقب عبد الله بن جحش إن شاء الله‏.‏

ومن الأنصار ثم من بني سلمة‏:‏ عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة‏.‏

قال الطبراني‏:‏ مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي من المهاجرين الأولين استشهد يوم أحد‏.‏

 باب تاريخ وقعة أحد

10124- عن محمد بن إسحاق قال‏:‏ وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 باب غزوة بني النضير

10125-عن عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كل أصحابه وهو يغسل رأسه فقال‏:‏ يا محمد قد وضعتم أسلحتكم وما وضعت الملائكة بعد أوزارها‏.‏ فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه قبل أن يفرغ من غسله فأتوا النضير ففتح الله له‏.‏

رواه الطبراني وفيه نعيم بن حبان وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ‏.‏

 بابان في غزوة بئر معونة

  باب غزوة بئر معونة

10126-عن سهل بن سعد أن عامر بن الطفيل قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فراجع النبي صلى الله عليه وسلم وارتفع صوته وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا عامر غض من صوتك على النبي صلى الله عليه وسلم،فقال‏:‏ وما أنت وذاك‏؟‏ فقال ثابت‏:‏ أما والذي أكرمه لولا أن يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لضربت بهذا السيف رأسك‏.‏ فنظر إليه عامر وهو جالس وثابت قائم فقال‏:‏ أما والله يا ثابت لئن عرضت نفسك لي لتولين عني،فقال ثابت‏:‏ أما والله يا عامر لئن عرضت نفسك للساني لتكرهن حياتي،فعطس ابن أخ لعامر بن الطفيل فحمد الله فشمته النبي صلى الله عليه وسلم ثم عطس عامر بن الطفيل فلم يحمد الله فلم يشمته النبي صلى الله عليه وسلم،فقال عامر‏:‏ شمت هذا الصبي وتركني‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن هذا حمد

الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ومحلوفه لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً،فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يكفينيك الله وابنا قيلة‏"‏‏.‏ ثم خرج عامر فجمع للنبي صلى الله عليه وسلم فاجتمع ‏[‏إليه‏]‏ من بني سليم ثلاثة أبطن هم الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم في صلاة الصبح‏:‏ ‏"‏اللهم العن لحياناً ورعلاً وذكوان وعصية عصت الله ورسوله،الله أكبر‏"‏‏.‏ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة ليلة فلما سمع أن عامراً جمع له بعث النبي صلى الله عليه وسلم عشرة فيهم‏:‏ عمرو بن أمية الضمري وسائرهم من الأنصار وأميرهم المنذر بن عمرو فمضوا حتى نزلوا بئر معونة فأقبل حتى هجم عليهم فقتلهم كلهم فلم يفلت منهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب فأوحى الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم يوم قتلوا خير أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏قد قتل أصحابكم فروا من رأيكم‏"‏‏.‏ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على عامر بن الطفيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم اكفني عامراً‏"‏‏.‏ فكفاه الله إياه فأقبل حتى نزل بفنائه فرماه الله بالذبحة في حلقه في بيت امرأة من سلول فأقبل ينزو وهو يقول‏:‏ يا آل عامر غدة كغدة الجمل في بيت سلولية ترغب أن يموت في بيتها فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها وكان أربد بن قيس أصابته صاعقة فاحترق فمات فرجع من كان معهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف‏.‏

10127-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث حراماً أخا أم سليم في سبعين رجلاً قتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين يومئذ عامر بن الطفيل وكان هو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ اختر مني ثلاث خصال يكون لك ‏[‏أهل‏]‏ السهل ويكون لي أهل الوبر أو أكون خليفة من بعدك أو أغزوك بغطفان ألف أشقر وألف شقراء‏.‏ قال‏:‏ فطعن في بيت امرأة من بني فلان قال‏:‏ غدة كغدة البعير في بيت امرأة من بني فلان

ائتوني بفرسي فأتي به فركبه فمات وهو على ظهره،فانطلق حرام أخو أم سليم ورجلان معه‏:‏ ‏[‏رجل‏]‏ من بني أمية ورجل أعرج فقال لهم‏:‏ كونوا قريباً مني حتى آتيهم فان أمنوني وإلا كنت قريباً مني فإن قتلوني أعلمتم أصحابكم قال‏:‏ فأتاهم حرام فقال‏:‏ أتؤمنوني أبلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ فجعل يحدثهم وأومؤوا إلى رجل لهم من خلفهم فطعنه حتى أنفذه بالرمح قال‏:‏ الله أكبر فزت ورب الكعبة‏.‏ قال‏:‏ فقتلوهم كلهم غير الأعرج كان في رأس جبل‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

10128-وفي رواية‏:‏ قال همام‏:‏ فأراه ذكر مع الأعرج آخر على الجبل‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10129-وعن كعب بن مالك قال‏:‏ جاء ملاعب الأسنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية فعرض عليه الإسلام فأبى أن يسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فإني لا أقبل هدية مشرك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار‏.‏ فبعث إليهم بقوم فيهم‏:‏ المنذر بن عمرو وهو الذي يقال له‏:‏ المعنق ليموت أو اعتق عند الموت فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامر فأبوا أن يطيعوه وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة فاستجاش عليهم بني سليم فأطاعوه فأتبعهم بقريب من مائة رجل رام فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم إلا عمرو بن أمية‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10130-وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيره أن عامر بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو

مشرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني لا أقبل هدية مشرك‏"‏‏.‏ فقال عامر بن مالك‏:‏ ابعث يا رسول الله من رسلك من شئت فأنا لهم جار‏.‏ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطاً فيهم المنذر بن عمرو الساعدي - وهو الذي يقال له‏:‏ اعتق ليموت - عيناً في أهل نجد فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستغفر لهم من بني سليم فنفروا معه فقتلهم ببئر معونة غير عمرو بن أمية الضمري أخذه عامر بن الطفيل فأرسله فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم وكان فيهم عامر بن فهيرة‏.‏

فزعم لي عروة‏:‏ أنه قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوه يقول عروة‏:‏ كانوا يرون الملائكة هي دفنته فقال حسان يعرض على عامر بن الطفيل‏.‏

بني أم البنين ألم يرعكم * وأنتم من ذوائب أهل نجد

تـهكم عامرٍ بأبي براء * ليخـفرهُ وما خطأٌ كعمد

فطعن ربيعة بن عامر بن مالك عامر بن الطفيل ‏[‏في حفرته عامر بن مالك‏]‏ في فخذه طعنة فقده‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10131-وعن عروة بن الزبير قال‏:‏ ثم غزوة المنذر بن عمرو أخي بني ساعدة إلى بئر معونة وبعث معهم المطلب السلمي ليدلهم على الطريق فبعث أعداء الله إلى عامر بن الطفيل يستمدونه فأمدوه على المسلمين فقتل المنذر بن عمرو وأصحابه إلا عمرو بن أمية الضمري فإنهم أسروه فاستحيوه حتى قدموا به مكة فهو دفن خبيب بن عدي وعرض المشركون على عروة بن الصلت يوم بئر معونة‏:‏ أن يؤمنوه فأبى فقتلوه فذكر لنا‏:‏ أن المسلمين قالوا يوم بئر معونة حين أحاط بهم العدو‏:‏ اللهم إنا لا نجد من يبلغ عنا رسولك غيرك اللهم فاقرأ منا عليه السلام وأخبره خبرنا‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع عليه‏.‏

10132-وعن محمد بن إسحاق قال‏:‏ أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة وولى تلك الحجة المشركون والمحرم ثم بعث أصحابه بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد فكان من حديثهم كما حدثني إسحاق عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد ‏[‏بن عمرو‏]‏ بن حزم وغيرهم من أهل العلم قالوا‏:‏ قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏المدينة فعرض عليه الإسلام‏]‏ فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال‏:‏ يا محمد لو بعثت رجلاً من أصحابك يدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك‏.‏ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة بن الخزرج المعتق ليموت في أربعين رجلاً من المسلمين من خيارهم منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ورجال مسمون من خيار المسلمين فساروا حتى نزلوا بئر معونة وهي بئر أرض بني عامر وحرة بني سليم كلا البلدين منها قريب وهي من بني سليم أقرب فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل فلما أتاهم لم ينظر في كتابه حتى غدا على الرجل فقتله

ثم استصرخ بني عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم وقالوا‏:‏ لن نخفر أبا براء وقد عقد لهم عقداً وجواراً فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم عصية ورعلاً وذكوان فأجابوه إلى ذلك،فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا أسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد أخو بني دينار بن النجار فانهم تركوه وبه رمق فأُرتث من بين القتلى

فعاش حتى قتل يوم الخندق وكان في السرح عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار أخو بني عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما إلا الطير تحوم على العسكر فقالا‏:‏ والله إن لهذا الطير لشأناً فاقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة فقال الأنصاري لعمرو بن أمية‏:‏ ما ترى‏؟‏ قال‏:‏ أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر فقال الأنصاري‏:‏ لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لتجتزي عنه الرجال فقاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيراً فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها على أمه فخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قباء أقبل رجلان من بني عامر نزلا في ظل هو فيه وكان للعامريين عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوار فلم يعلم به عمرو بن أمية وقد سألها حين نزل‏:‏ ممن أنتما‏؟‏ قالا‏:‏ من بني عامر فأمهلهما حتى ناما فغدا عليهما فقتلهما وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثأره من بني عامر لما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقد قتلت قتيلين لأدينهما‏"‏‏.‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفاً‏"‏‏.‏ فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه وما أصيب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواره فقال حسان بن ثابت يحرض ابن أبي براء على عامر بن الطفيل‏:‏

بنيْ أمِّ البنين ألم يرعكم * وأنتم من ذوائب أهـل نجد

تـهكمَ عامرٍ بأبيْ براءٍ * ليخفره ومـا خطـأ كعمد

ألا بلغ ربيعة ذا المساعي * بما أحدثت في الحدثان بعدي

أبوك أبو الحروب أبو براء * وخالك ماجد حكم بن سعد

فحمل ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل فطعنه بالرمح فوقع في فخذه فأشواه ووقع عن فرسه فقال‏:‏ هذا عمل أبي براء فان أمت فدمي لعمي لا يتبع به وإن أعش فسأرى رأيي فيما أتى إلي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق‏.‏

  باب فيمن استشهد يوم بئر معونة

10133-عن عروة في تسمية من استشهد يوم بئر معونة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أوس بن معاذ الأنصاري والحكم بن كيسان المخزومي والحارث بن الصمة وسهل ‏[‏بن عامر بن سعد‏]‏ بن عمرو بن ثقيف الأنصاري‏.‏ ومن قريش ثم من بني تيم بن مرة‏:‏ عامر بن فهيرة‏.‏

وفي إسناده ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وفيه ضعف‏.‏

10134-وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد من المسلمين يوم بئر معونة‏:‏ الحارث بن الصمة‏.‏

ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10135-وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بئر معونة‏:‏ نافع بن يزيد بن ورقاء الخزاعي‏.‏

10136-وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ إياكم والشهادات فان كنتم لابد فاعلين فاشهدوا لسرية بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصيبوا فنزل فيهم القرآن‏:‏ أن أبلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا‏.‏

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط‏.‏